في الزكاة حلٌ لأزمات المسلمين

الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام ، وثالثة الدعائم فيه ، التي لايقوم بناؤه إلا بها ، فهي فرض لا يتم إسلام المسلم إلا بالاعتراف بها ، وبفرضيتها ، ثم بإدائها كما شرع ربنا تعالى .

وهي تمثل عبودية العباد لله عز وجل بالتصرف في المال تحصيلاً وصرفاً.

وللزكاة أهمية كبرى في حياة الدول والجماعات والأفراد ، فهي في الجانب الحياتي نظام شامل وأصيل للضمان الاجتماعي الإسلامي ، فريد ومتميز ، يحوز قصب السبق على أنظمة التكافل والتأمين الاجتماعية المعاصرة جميعا .

فالزكاة هي المعجزة التشريعية لدين الإسلام ، ولها وظيفة عظيمة ومؤثرة ، في علاج هذه الأزمات المالية كأداة اقتصادية ، بالإضافة لعملها الرئيس في تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع المسلم .

ولذا يقول كثيرٌ من المفكرين الاقتصاديين المسلمين : أن الدولة لو طبقت الزكاة بشكلها الشرعي الحقيقي ، لما كان على مال الناس من فريضة غيرها ، في غير الظروف القاهرة ، ولاستوعبت وزارات بأكملها لخدمتها ، منها : وزراة المالية ، ووزارة الشئون الاجتماعية ، ووزارة الحرب والدفاع وغيرها .

كما أن الزكاة علاج مؤثر في المعالجة الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للأزمات الاقتصادية والمالية ، خاصة مع ما تمر به كثير من دول المسلمين في هذه الأيام من أزمات متتالية ، جعلت هذه السنوات كسني يوسف سنوات عجاف .

فمن أزمة ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة ، هذا الإرتفاع الذي ولد أزمة أخرى هي أزمة الغذاء ، ثم جاءت الأزمة المالية العالمية لتأكل كثيرا من أموال الدول والمؤسسات والأفراد حتى وصل بعضها للإفلاس ، وما زلنا نعيش في ظل هذه الأزمات المتتابعة ، وما تم من معالجات لها إنما كانت مهدئات في الحقيقة وليس دواء ناجعا ، وقد تثور من جديد في ليلة وضحاها ، وتكون أعظم مما بدأت به .

وبالإضافة إلى أن الزكاة هي الأداة الرئيسة في مؤسسة الضمان الاجتماعي الإسلامي ، فهناك أدوات أخرى لها أثر في رفد مؤسسة الضمان الاجتماعي الإسلامي ، إن لم تكف موارد الزكاة لتغطية حاجات الضمان ، كالوقف الخيري والصدقات بأنواعها .

share

0:00
0:00